بطاقتي

صورتي
ينبع البحر, منطقة المدينة المنورة, Saudi Arabia
تنيضب بن عواده الفايدي دكتوراه فـي التربية ( تخـطيــط وإدارة تعليميـة ) مــع مرتبة الشرف الأولى جامعة الامام محمد بن سعود بداية العمل المهني مدرســاً ومديـراً فـي مدارس المدينــة المنـورة ومن ثــم الانتقــال للعمـــل بإدارة التربية والتعليم بمنطقـة المدينـة المنـورة متدرجــاً مــن مدير إدارة التخطيط المدرسي مروراَ بــإدارة الاشــــراف التربـوي ومــن ثم مساعداً للشــؤون المدرسيــة ومـن ثــم مسـاعـــــداً للشؤون التعليمية وأخيراً مديراً عاماً للإدارة العامــة للتربيــة والتعليم بمنطقة المدينـة المنـورة. وبعد رحلة الكفاح الطويلة أحيل الدكتور تنيضب الفايدي إلى التقاعد في 9/8/1431 هـ .

وداعاً وادي بطحان

ذكرونا مثل ذكرانا لكم ......رب ذكرى قربت من نزحا
واذكروا صبا إذا غنى بكم ..شرب الدمع، وعاف القدحا

هذه الكلمات قيلت في تذكر أهل وادي بطحان ولاسيما أهل النقا، والنقا الجانب الغربي لوادي بطحان عند دخوله المدينة المنورة والجانب الشرقي يسمى المنحنى، وكم تردد ذكرهما مع غيرهما في شعر الحنين المعبر عن أنبل العواطف وأرق المشاعر إلى المدينة. وبدأ صاحب البيتين السابقين قصيدته:
من عذيري يوم شرقي الحمى من هوى جد بقلب مزحا
نظرة عادت فعادت حسرة قتل الرامي بها من جرحا
قلن يستطردن بي (عين النقا) رجل جن وقد كان صحا
(وعين النقا) عين (بكسر العين) جمع عيناء أي واسعات الأعين حسانها، وحسن عين الأنثى يعتبر مجمع الحسن وأعظم الأدلة على جمالها، ولاسيما إذا كانت حوراء (حور عين) والحوراء التي في عينها كحل وملاحة وحسن وبهاء. والنقا ما استوى ولان من الأرض غرب بطحان حرة السقيا (باب العنبرية حاليا) ثم تتصل به حاجر، والنقا وحاجر، مع المنحنى أكثر الكلمات ذكراً عند البكاء شوقاً للمدينة المنورة. ووادي بطحان من أشهر أودية المدينة المنورة بعد العقيق وهو واد يخترق المدينة المنورة، ويطلق عليه وادي بطحان بدءاً من شرق مسجد قباء، ويتشكل من عدة أودية، ولكل منها تاريخ ومآثر حيث يبدأ بشعب العجوزة الذي يأتي من ظاهر المدينة المنورة من حرة شوران ثم وادي مذينيب يرفده من الجنوب الشرقي ويلتقي مع وادي بطحان شرق مسجد قباء تقريباً عند تكونه ثم وادي مهزور من حرة واقم (الحرة الشرقية) يلتقي معه عند دخول المدينة القديمة ثم يلتقي مع وادي الرانوناء وهو من الأودية الشهيرة الذي يأتي من الجنوب الغربي وله سد شهير، وعلى جانبي وادي بطحان منازل ومساجد الأوس والخزرج وتحدد مواقعهم بهذا الوادي، إضافة على بعض المساجد الشهيرة كمسجد الفضيخ (مسجد الشمس) حيث يقع على شفير الوادي، وغير بعيد عن شاطئه الشرقي، توجد عدة آبار مباركة: مثل بئر العهن، وبئر غرس، وفي منتصفه (تربة صعيب)، وهي من المواقع التي يستشفى بإذن الله بترابها وبغيرها من الأماكن في المدينة المنورة. هذا وادي بطحان.. اشتاق إليه الناس وصافوه الود، بل إن أحدهم يدفع أحزانه بأخرى شوقاً إلى أهل بطحان وما يحيط به.سقيا لسلع وساحاته والعيش في أكناف بطحان
وأمسيت في شوق إلى أهلها أدافع أحزاني بأحزان
وتذكر كلمات مثل: المنحنى، وحاجر، والنقا، وسلع وأحد، ووادي بطحان، ووادي الرانوناء، وادي العقيق، وادي قناة، وأضم، ورامة، وقباء، والعوالي، والجزع، وزرود، والزوراء، وكاظمة، والعلم، والعلمين، وسليع، ثنيات الوداع، وذي سلم، والأثيلات، والرقمتين، وشوران. تذكر هذه الكلمات فيقبل الناس بقلوبهم وعواطفهم إلى المدينة وكم من محب وقف بها، وقد طفرت دمعة صامتة، تظهر كوامن النفس ومكنون الضمير، وخبايا الشعور. اختفى الآن وادي بطحان، واختفت معه الأودية المكونة له، وغابت عن الأنظار الكثير من المآثر المرتبطة به، حيث تم مواراته الثرى، لقد فقد جانبا من السيرة المكانية.. فماذا أقول في وداعها؟!.. لقد تاهت عن فكري كلمات التأبين المناسبة، وغابت عبارات الرثاء المعبرة ولكن:
قد شربت الصبر عنكم مكرهاً وتبعت السقم فيكم مسمحا
وعرفت الهم من بعدكم فكأني ما عرفت الفرحا.