مقالاتي

خيبر

خيبر بلد تاريخي قديم عرفت بهذا الاسم منذ أقدم العصور . وقد وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية لعل من أهمها هو اشتهارها بحصونها وقلاعها ، ذلك أن كلمة ( خيبر ) وجمعها ( خيابر ) تعني الحصن بلغة الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديما والمعروفة باسم العمالقة أو العماليق ، والظاهر أن هذه التسمية ليست وصفا لضخامة أجسام هذه القبائل بل هو اسم لأولئك الأقوام الذين سكنوا هذه المنطقة منذ القدم ، إذ أن الشواهد والآثار الموجودة في المنطقة تؤيد هذا الرأي . ويوجد تقارب لفظي ومعنوي للغات السامية وخاصة القديم منها نتيجة وحدة المصدر لتلك اللغات .

ويكاد يجمع المؤرخون القدماء منهم والمحدثون على أن أول من سكن خيبر هم العماليق من العرب البائدة التي بادت قبل الإسلام . كما ورد اسم خيبر كأحد المناطق التي استولى عليها الملك البابلي نابونيد وكانت تابعة لملكه الذي ضم تيماء وديدان وخيبر ، وذلك خلال الفترة من ( 555 الى 539 قبل الميلاد )، حيث ورد اسمها في كتابات الاّشوريين ( خبرا ).

ويذكر أن اليهود غزوا العماليق في خيبر حيث قضوا على العماليق أو طردوهم من المنطقة وحلوا محلهم في سكنى خيبر وبعض النواحي المجاورة في الجزيرة العربية مثل يثرب ، بل إن هناك من المؤرخين من يذكر أن موجة ثانية من الزحف اليهودي على خيبر حدثت بعد دخول الرومان إلى بلاد الشام وتشتيتهم لليهود في أنحاء متفرقة من العالم ومنها بلاد الحجاز وذلك سنة 270م و 122م زمن هيدريان الإمبراطور الروماني .

في السنة السابعة للهجرة وحال فراغ الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة الأحزاب جهز رسول الله جيشا باتجاه خيبر بعد أن استبان له تورطها في غزوة الأحزاب التي كانت الباعث الأساسي لها وذلك لفتحها والقضاء على وكر الفتنة والتآمر ضد الإسلام فيها ، وتحقيقا لوعد الله جل وعلا بفتح خيبر حيث قال : ( وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه ) [4]. وبالفعل فقد توجه الرسول في المحرم سنة 7 هجرية بالمسلمين إلى خيبر وفتحها .

أصبحت خيبر منذ ذلك التاريخ بلدة إسلامية خالصة تعاورها من الأحداث ومجريات التاريخ ما تعاور المدينة المنورة خاصة والحجاز عامة ، إذ لا يجد الباحث فيما هو متيسر من مراجع ما يشفي الغليل عن تاريخ خيبر بصفة خاصة بعد العصور الأولى للإسلام ، حتى عهدنا الزاهر ، إلا أنها تبعت لحكم الأشراف على الحجاز الذي بدأ في القرن الرابع الهجري ، وفي عام 579 هـ كانت تمثل أقصى حددو دولة الشريف قتاده الشمالية .

إنه ونظرا لأهمية خيبر الإقتصادية فقد ظلت مطمعا للدول المتعاقبة على حكم الحجاز والمناطق المجاورة ، متأرجحة تارة الى الحجاز وتارة إلى الشام وتارة أخرى إلى جبل شمر . وقد ضمت خيبر للمرة الأولى إلى حكم الدولة السعودية في عهد الإمام / عبدالعزيز بن محمد بن سعود حوالي عام 1208هـ مع تيماء ووادي السرحان حيث ضمت إلى حائل بقيادة أميرها آنذاك / عبدالرحمن بن معيقل .

استولى الترك على خيبر بعد سقوط الدولة السعودية الأولى ، ثم انسحبوا منها ليدخلها جيش / طلال بن عبدالله بن رشيد بعيد عام 1269هـ. وبقيت كذلك فترة من الزمن تحت حكم ابن رشيد في حائل ، والواقع أنه لم يكن له من الحكم إلا اسمه . أما الهم الأول والحقيقي للحاكم الرشيدي هو أطنان التمور التي تذهب محملة على ظهور الجمال إلى حائل في نهاية كل عام ، دون اهتمام حقيقي بالإنسان وحاجته إلى تثبيت دعائم الحكم التي تحفظ عليه أمنه واستقراره وضروراته الأساسية .

وبهذا دخلت خيبر مرة أخرى تحت حكم الاشراف تابعة للمدينة المنورة في حين أنها دخلت للمرة الأولى تحت حكم الأشراف في عهد الشريف قتاده عام 579 هـ لتشكل خيبر حدوده الشمالية والقنفذة حدوده الجنوبية . ظلت خيبر متأرجحة تارة تحت حكم الأشراف وتارة اخرى تحت حكم ابن رشيد واخرى تحت الحكم السعودي في دولته الأولى ، حتى قيض الله لها موحد هذا الكيان الكبير جلالة المغفور له الملك / عبدالعزيز آل سعود رافع راية الأمن والاستقرار والرخاء راية لا اله الا الله محمد رسول الله لتنضم خيبر إلى ركب التوحيد في ظل عهد زاهر جديد تابعة لأمارة حائل التي دخلت هي الأخرى في هذا العهد الزاهر في آخر صفر من عام 1340هـ. وكان ارتباط خيبر بحائل إداريا فقط أما ماليا فكانت مرتبطة بالمدينة المنورة ، إلى ان ألحقت فعليا بأمارة منطقة المدينة المنورة وخيبر هي تلك الواحة التي تقع شمال شرق المدينة المنورة على بعد 175 كلم ، وهي تعد من ديار قبيلة عنزة منذ زمن بعيد ، ويستحسن القاء نظرة على خيبر تاريخياً . كان سكان خيبر عندما فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود الذين أجلاهم الرسول من المدينة المنورة فنزلوا خيبر وعاشوا على نخيلها وثمارها . وفي السيرة عن اسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله قال : لما افتُتِحَت خَيْبَر ، سَالتْ اليهودُ النبيّ صلى الله عليه وسلم أَن يُقرَّها في أَيديهم على أَن يعملوا على النصف مما خرج منها ، التمر والزرع ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " أُقِرُّكم على ذلك ما شئنا . فكانوا فيها كذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأَبي بكر رضي الله عنه ، وطائفة من إِمارة عمر رضي اللّه عنه ، وكان التمر يقسم على السّهمان من نصف خَيْبَر ، ويأْخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الخمُسَ ، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم أَطْعَم كل امرأَة من أَزواجه من الخمس : مائة وسق تمرًا ، وعشرون وسقاً شعيرًا . أي أن اليهود بقوا في خيبر زمن الرسول وأبي بكر وجزء من عهد عمر حتى أجلاهم عمر عنها وقسم ثمار نخيلها بين المسلمين من أهل الحديبية فأصبح أهلها مسلمين ولم يوجد بها أي يهودي منذ ذلك الوقت وأصبحت خيبر ووادي القرى من أملاك بني جعفر عندما تأمروا على المدينة في العهد العباسي وانتقلوا اليها بعد طردهم من بني عمومتهم العلويين وهناك اشتبكوا مع الاعراب من قبائل مزينة وسليم وعنزة الذين استغلوا ضعفهم للاستيلاء على خيبر .

مماذكره العلامة ابن خلدون ان قبيلة عنزة كانت بلادها في الجاهلية هي عين التمر في العراق ثم انتقلت الى خيبر فليس دقيقاً ، فمن المعروف ان ديار ربيعة ومنها عنزة كانت غرب الجزيرة ثم الى عالية نجد حيث جرت حرب البسوس بها وفيها دخلت عنزة مع بكر بن وائل ضد تغلب ووجود عنزة وقبائل ربيعة في العراق هو امتداد طبيعي لقبيلة كبيرة تمتد من الغرب حيث المدينة المنورة للشرق حيث اليمامة والبحرين وعالية نجد وشمالاً الى العراق . ثم ان عنزة لم تستوطن خيبر ابداً بل حتى الآن لا يسكن خيبر من عنزة الا القليل جداً . وماحصل هوا امتلاك قبائل عنزة لنخيل خيبر بعد عدة حروب مع بني جعفر وقبائل غطفان وسليم على الأرجح حيث كانت هذه القبائل في محيط خيبر . فالحاصل أن قبيلة عنزة احتلت خيبر من بني جعفر وغطفان سكانها قديماً قال صاحب تقويم البلدان عن خيبر :

" هي بلدة عنزة استوطنتها بعد غطفان واليهود " ونقل القلقشندي في صبح ( الأعشى ) عن تقويم البلدان ما نصه : " خيبر بلدة بني عنزة من اليهود " وهذا النص الاخير خاطيء إذ لم تحتك قبيلة عنزة باليهود في خيبر وقد مر معنا انهم ( أي اليهود ) طردوا من خيبر في عهد عمر بن الخطاب . وقال المغيري في كتابه ( المنتخب في ذكر قبائل العرب ) : " وأما بنو جعفر سكان خيبر ، فهم من ولد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكانت خيبر ذات نخل وزروع وأنهار ، فغلبهم عليها بنو عنزة بن أسد بن ربيعة ، ولم يبق بأيديهم إلا القليل ، وافترقوا بعد ذلك منها " أي أن بني جعفر رحلوا عن خيبر بسبب حروبهم مع عنزة وافترقوا عنها الى مصر ، ويؤكد هذا ما ورد في شرح ديوان ( ابن المقرب العيوني ) وهو الشاعر المشهور في القرن السابع الهجري عن الحروب بين الجعفريين والعنزيين مما يدل على أن علاقة خيبر بقبيلة عنزة تبدأ من اواخر العصر العباسي ، وان منافسيهم فيها كان قبيلة بني جعفر الهاشميين ولم يرد ان غطفان اشتركت في الصراع مع عدم نفي ذلك لا سيما وان غطفان القبيلة القديمة كانت تقطن حول خيبر .

تعليقات حول ما قاله العلامة / حمد الجاسر

كتب العلامة / حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب ( عدد رجب 1415 ) مقالاً بعنوان ( عنزة .. بلادها قديماً ) ولي على هذا المقال بعض التعليقات ، فمما ورد في المقال المذكور : انه نفى وجود عنزة في العراق قبل خيبر نفياً قاطعا ، وذلك في معرض كلامه حول ما قال ابن خلدون في تاريخه من أن عنزة كانوا في عين التمر في العراق ثم انتقلوا الى جهات خيبر وعلق الجاسر على ذلك قائلاً : " من غير المعقول ان تنتقل القبيلة من التحضر الى البداوة " ، ثم قال – والكلام للجاسر - ان قبيلة عنزة انتقلت الى خيبر من جبل قدس ( جبل بني عوف قرب المدينة المنورة حالياً ) بعد اشتباكات مع قبيلة بني حرب في القرن الثالث الهجري . قلت : ان ما ذكره ابن خلدون قد يكون غير دقيقاً كما ذكرنا سابقاً ، ولكنه ليس خاطئا ، فوجود عنزة في العراق مؤكد وموثق وهو امتداد شمالي لوجودهم في اليمامة وقد سكن البصرة وكربلاء الكثير من عنزة ووردت ترجمات لهم في كتب السيرة ، وليس هناك مايدل على ان عنزة في العراق هم من الحاضرة وقد يكون جزء كبير من عنزة انتقل الى جهات خيبر من العراق قي القرن الثامن الهجري . كما ان ما ذكره الشيخ الجاسر رحمه الله عن انتقال عنزة الى خيبر كان في القرن الثالث الهجري غير صحيح بتاتاً ، اذ ان الجاسر نسب ماحدث لكتاب الاكليل للهمداني المتوفى سنة 350ﻫ ، وهذا الكتاب اختفى معظمه ولم يصل منه غير جزئين من اجزاءه العشره وقد قال القفطي ( ت646هـ ) عن كتاب الأكليل : " وهو كتاب جليل جميل ، عزيز الوجود ، لم أر منه إلا أجزاء متفرقة وصلت إلي من اليمن ، وهي : الأول ، والرابع يعوزه يسير ، والسادس والعاشر والثامن ، وهي على تفرقتها تقرب من نصف التصنيف . وصلت في جملة كتب الوالد المخلفة عنه ، حصلها عند مقامه هناك . وقيل : إن هذا الكتاب تعذر وجوده تاماً ، لأن المثال المذكورة في بعض قبائل اليمن أعدم أهل تلك القبيلة ما وجدوه من الكتاب ، وتتبعوا إعدام النسخ منه فحصل نقصه بهذا السبب " والكتاب المعول عليه للهمداني هو كتاب ( صفة جزيرة العرب ) وقد ذكر الهمداني عدة قبائل حول المدينة المنورة وخيبر في القرن الثالث ولم يذكر منها عنزة ، وعلى سبيل المثال قال الهمداني : " فمن وادي القرى إلى خيبر إلى شرقي المدنية إلى حد الجبلين إلى ما ينتهي إلى الحرة ديار سليم لا يخالطهم إلا صرم من الأنصار سيّارة وقد يخالطون طيّئاً " وكذلك تحدث الهمداني عن مساكن الاعرب جوار المدينة المنورة : " مساكن العرب فيما جاوز المدنية : بين المدنية ووادي القرى خمس مراحل على طريق المروة ، ولها طريق أخرى أيمن من تلك في أرض نجد على حصن بني عثمان مسافتها أربعة أيام ، ولخيبر إلى المدنية طريقان إحداهما قاصفة من المدنية ، والثانية تعدل من حصن بني عثمان ذات اليمين وبخيبر قوم من يهود وموال وخليطى من العرب ، ومساكن بني حرب ما بين هذه المواضع هي وجهينة وبليّ ومزينة " انتهى كلام الهمداني . وأكد الهمداني في كتابه ان ديار ربيعة ومنها عنزة في ذلك الوقت كانت العروض ونجد ، وبالتالي لاصحة على ما أرى لما قاله الجاسر عن تواجد عنزة بخيبر قبل القرن السابع الهجري ، والصحيح والمؤكد ان عنزة أخذت خيبر من بني جعفر في اواخر العصر العباسي ويؤيد ذلك ماجاء في شرح ديوان ابن المقرب الذي اشرنا اليه ، لا سيما وان شارح الديوان معاصر لتلك الاحداث حيث قال مانصه : " وكان الحديث في وقتنا هذا ( القرن السابع ) أن قوماً من ربيعة يعرفون ببني عنزة أكثروا الغارات على خيبر وهي ارض ذات أنهار ونخيل وزروع وقد ظهروا عليها لكثرتهم وقوتهم " وهذا يميط اللثام بشكل نهائي عن بدء علاقة قبيلة عنزة بخيبر ، وانها لم تكن قبل القرن السابع الهجري .

لقد جلب ابناء قبيلة عنزة عبيدهم الى خيبر وكانوا يخرصون بينهم ثمار النخيل في صيف كل عام ويعرف أعقاب هولاء العبيد ( الخيابرة ) او بيت الخيبري ، جاء في كتاب (تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب ) للأنصاري مانصه التالي : " ( بيت الخيبري ). نسبة إلى خيبر ، بلدة قديمة مشهورة . وإليها ينسب كثير بالمدينة المنورة . وحرفتهم حفر الآبار وضرب اللبن . ويقال : إن أصلهم من يهود خيبر الذين أجلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة. وقيل : إنهم مواليد لعبيد عنزة ؛ لأن خيبر أملاك لهم إلى اليوم . ويحضرون فيها أيام الصيف مقدار عشرين يوماً ويجذونها قبل استواء ثمارها . وهذا دأبهم في كل عام " انتهى كلامه . قلت : هذا الكلام للانصاري يضع احتمالين للخيابرة السود ، اولهما باطل بلا شك وهو ان يكون هولاء بقايا اليهود لان اليهود طردوا منذ عهد عمر وآخر من ذكر ان بخيبر يهود هو الهمداني في اواخر القرن الثالث الهجري ، والاحتمال الثاني صحيح لأن هولاء الخيابرة مواليد بالفعل لعبيد عنزة وهم يختلفون عن العبيد المقيمين مع القبيلة في البادية ، لان عبيد خيبر كانوا احراراً مقابل حصة الثمار التي يأخذها ابناء عنزة كل عام مع احتفاظ ابناء قبيلة عنزة بملكية الارض والاشجار . ويميز خيبر عن بقية ديار عنزة انها عامة لكل ابناء قبيلة عنزة على الرغم من اتساع القبيلة وكثرة عددها ، فهي ليست خاصة بجزء من عنزة دون الآخر ، بل هي لكل عنزة بل حتى المقرن اسلاف اسرة آلسعود العائلة المالكة تشير بعض الروايات لصلتهم بخيبر ، وهذه ابيات شعر منسوبة لسعود بن مرخان المقرن جد الاسرة الحالية تشير الى بعض أملاكهم في خيبر :
لنا بخيبر غارسات ما مثلها
= عليها من شغل العبيد أصناف

ولنا بيتاً بالفقرة شمال النخل
= ومسجد اللي صار الكشاف يشاف

ولنا مرتع الناقة والحفرة وما حوت
= ولنا القليب اللي بخشم ارواف

خمسين قامة حفرته قبل ينهدم
= عليه من خط المحوص أهداف

خليت ابن ملحم وسافرت للحسا
= أشوف في نجد عليها اجحاف

سافرت انا ومعي رجال تعدهم
= ابن ثنا والعيد وابن عياف

اما حمينا نجد بالسيف والقنا
= والا عفناها وغيرنا من عاف

خيبر في العصور الحديثة :

كما أشار امين الريحاني لصلة آل صباح حكام الكويت وهم من عنزة بخيبر في كتاب ( ملوك العرب ) حيث قال ما نصه : " اما الكويت فتاريخها القديم مجهول . وقد لا يكون لها ما يهم منه قبل ان يهاجر اليها آل صباح قادمين من خيبر قبل نحو مئتين واربعين سنة " ورغم ذلك فقد تقلصت صلة الكثير من عنزة بخيبر خلال المئتين سنة الاخيرة وبسبب هجرات الكثير منهم من نجد مثل الجلاس ألذين يوجد وادي يحمل اسمهم من اودية خيبر ، واصبح بنو وهب وشيوخهم مثل الايدا والفقير هم اكثر صلة بخيبر من قبائل عنزة الاخرى نظراً لقربهم منها ، كذلك كان لولد سليمان والشملان القاطنيين شمال نجد أملاك بخيبر في العقود الاخيرة من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد قال النجدي في كتاب ( الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر ) ما نصه : " ومنهم " ولد سليمان " ينتسبون إلى عنزة عدد سقمانهم ثلاثة آلاف وهم ساكنين خيبر هذه ، قبل مساكن اليهود حتى شتت شملهم الإسلام ونفاهم عنها فمزقوا كل ممزق . ومنهم " الأيدا " ومنهم " الشملان " الجميع أربعة آلاف وسبعمائة خيال والفقراء من عنزة كل هؤلاء سكان خيبر " ونلاحظ ان المؤلف لم يشر لعشائر عنزة الاخرى لأن صلاتهم بخيبر كانت قد تقلصت كثيراً في عهد المؤلف بسبب الهجرات الى مناطق اخرى . ورغم ان خيبر بلد حجازي ( يقع في الحجاز ) الا ان الاوضاع السياسية في نجد كانت المؤثر الأكبر في خيبر ، فكل حكومة تقوم في نجد تضم خيبر لاملاكها ففي عهد الدولة السعودية الثانية والتي على الرغم من انها لم تحكم الحجاز الا ان خيبر كان تابعا لائمة الدولة وكذلك اصبحت خيبر تابعة لحكام جبل شمر ( اسرة الرشيد ) ثم ألحقها الملك / عبد العزيز باعتبارها جزء من نجد الى جبل شمر سنة 1922م ووضع فيها هجرة اخوانية بقيادة الشيخ / فرحان الايدا رحمه الله رغم ان الحجاز لم يدخل ضمن نفوذ الدولة السعودية الحالية الا سنة 1926م .

ترجمة وثيقة عثمانية - تاريخها : 1288 هـ . جدول مالي بواردات زكاة و اهداءات شيـوخ البدو للدولة العثمانية - واردات زكـاة و اهداءات شيـخ بــدو عـــنزة خـيــبر و الـحـنـاكـيـة الشيخ رجا الأيـدا لســنة : 1288هـ / 1289 هـ . - واردات زكـاة و اهداءات شيـخ بــدو جـبـل شـمــر الشيخ بندر بن رشيد لسنة : 1288 هـ . - الإهداءات التي قدمتها الدولة العثمانية لشيخ مشايخ قبيلة حرب سعد بن جزا وجماعته من قبيلة الصميدات مُنذ تاريخ الرابع من جمادى الأولى لسنة 1288هـ وهو تاريخ وصول شيخ الحرم النبوي الشريف ومحافظ المدينة المنورة الفريق خالد باشا إلى المدينة المنورة . - الُمخصصات العينية والنقدية التي لم تُصرف للشيخ سعد بن جزا من التاريخ المذكور وحتى تاريخ وفاته في شهر جمادى الآخرة لسنة : 1289هـ . - اهداء ات شيـخ قبيلة مطير للدولة العثمانية سنة : 1289 هـ .

واردات الزكاة و الهدايا المقدمة من شيـخ قبيلـة بـدو عــنزة ( خـيـبر و الحناكـيـة ) الـشـيـخ رَجـــا الأيــدا : - قيمة رأسان من الخيل : 3500 120 0087 20 3412 قيمة ضيافة و مخصصات و إهداءات . 00 1600 20 1812 20 362 تنزيلات 00 1450- قيمة رأس من الخيل قُُدمت هدية من الشيـخ خلـف بـن فاضــلالذي وصل من جبل شمر 1500 20 0037 20 1462 20 0452 00 452 0 قيمة ضيافة و نفقات أخرى مُعطاة .20 101 36 0274 تنزيلات42 735- قيمة هدية شـيخ قبيلة مطير وهي رأسين من الخيل قدمها بتاريخ : 4 / جمادى الآخر ة سنة : 1289هـ للدولة العثمانية : 2650 1440 قيمة مصاريف ضيافة ونفقات أخرى .1441 1210700 قيمة واردات للخزينة المالية بالدولة .468 واردات الزكاة المقدمة من شيـخ قبيلة بدوجـبـل شـمــر الـشـيـخ بنــدر بن رَشـيّــدْ :- قيمة ثلاثة رؤوس من الخيل التي بعثها في جمادى الآخرة سنة 1288هـ : 15650 00390 15260 8 678 قيمة مصروفات ضيافة و مخصصات و إهداءات . 8472 32 2328 تنزيلات 8 614 - ما تم أخذهُ باسم الزكاة من واردات النخيل في خيبر و من بدو عـنزة 20 58221 00 18035 قيمة مصروفات منطقة خيبر . 20 40186 20 05273 تنزيلات 30913 04 10893 قيمة مصروفات المدينة المنورة . 36 20019 مخصصات عينبة حنطة شعير 40 4 - واردات زكاة منطـقة الحـنـاكـيـة الواردة بتاريخ :22 / ربيع الأول لسنة 12289 هـ : واردات عينية واردات غير عينية 9500 حنطة شعير 1200 0 5 20 1187 2 4 1287هـ 2 9 1288هـ 100 5 1289هـ

حُرر تسجيل مجموع هذه المبالغ بمقدار 284 في سجلات قيود ديوان الخزينة المالية للدولة العثمانية لسنة : 1289 هـ . و تم تصنيفها وفقاً لما يلي : مُخصصات عينية - مُخصصات غير عينية . إن المبلغ المُحرر أدناه يجب دفعه إلى ديوان الخزينة المالية للدولة العليا العثمانية .
28 28348 - حنطة - شعير
4 0 4

- المصدر : الأرشيف العثماني ، استانبول تصنيف : I.D.H.46867
وقد نقل العلامة الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله من كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني رحمه الله في كتابه في شمال غرب الجزيرة قوله وبخيبر قوم من يهود وموال وخليطا من العرب وعلق الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله بقوله كذا قال الهمداني وهو من اهل القرنين الثالث والرابع الهجريين وهذا خطا فقد اجلى عمر بن الخطاب اليهود من خيبر وكان الهمداني جهل هذا واقول ان الهمداني امام نسابة عالم لم يجهل هذا بل يقصد من يهود اناس من اصول يهودية اسلمت مثل بقيا بني النضير وابناء بني قريظة الذين بيعوا على العرب موالي لهم من السبي ومنهم كثير لايزالون بنجد والحجاز والشام وقال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في نفس الكتاب عندما نقل كتابات الغربيين عن خيبر ومن الخرافة ما ذكره الرحالة لود فيكو دي فارتيما الذي يعتبر اول الرحالة الغربيين الذين زاروا بلاد العرب والذي زار خيبر على ما يقال سنة 1503ميلاديه فقال بانه وجد اربعة الاف او خمسة الاف يهودي من المختنين الذين يغلب على لونهم السواد ويكرهون المسلمين يقيمون هناك قال الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله انهذه الخرافة قائمة على مجرد الحدس فاليهود لا وجود لهم في ذلك العهد وكراهية هؤلاء السود قد يكون اصلها انهم يكرهون البدو الذين يعاملونهم معاملة قاسية معاملة السيد للمسود واقول قد يصدق المستشرق في اجتهاده هذا وقد يخطئ الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله في اجتهاده لان كلام لسان اهل اليمن الهمداني رحمه الله وهو امام في بابه يعضد كلام المستشرق وهو اقدم زمنا منهما وبنو النضير وبنو قريظة تسميهم العرب بالكاهنين والصريحين ومعناها الصريحين من ولد موسى وهارون عليهما السلام والكاهنين لحفظهما لكتاب التوراة الذي انزل على موسى وحفظهم للتلمود وهو الفقه اليهودي اما بني المصطلق فمن خزاعة وبني قينقاع فمن القبائل العربية الازدية التي دانت باليهودية كدين وليسوا من اعراقهم كما دان بها الازدي السمؤال بن عادية صاحب حصن تيماء الابلق الذي قيل فيه المثل اوفى من السمؤال وقيل في قصره الابلق تمر مارد وعز الابلق وامه غسانية ومنهم من اسلم وحسن اسلامه وما يزال لهم بقية في اليمن تدين باليهودية اما من يوجد في الجزيرة العربية من غير اليمن فاسلموا وحسن اسلامهم ولله البواطن ولنا الظواهر وسموا بنو النضير وبنوا قريظة بالكاهنين لعلمهم بالكتاب المقدس التوراة قبل التحريف والصريحين بالنسب لموسى وهارون عليها السلام فبنو قريظة ابناء موسى عليه السلام وبنو النضير ابناء هارون عليه السلام أو العكس وقد كانوا في الجزيرة العربية من اليمن الى سراة الحجاز الى المدينة المنورة في حرة بني قريضة الى خيبر من على وقت العماليق هروبا من بطش البابلين وبختنصر بهم وسبب مجيئهم الى الجزيرة العربية ان اخوال بعضهم العرب الإبراهيميين اهل مدين لما تزوج منهم موسى عليه السلام اثناء هروبه من فرعون مصر وقد ذكرت القصة في القران الكريم ومدين من العرب البائدة مثل طسم وجديس وعبيل واميم وغيرهم ويثبت ذلك حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما سال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرسل العرب فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر يقصد نفسه محمد صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي فهود رسول الله الى عاد قال تعالى والى عاد اخاهم هودا وقد اهلك الله قوم عاد الاولى بريح صرصر عاتية اما عاد الثانية فالى يومنا هذا لهم بقية وصالح صاحب المعجزة الناقة رسول الله الى قوم ثمود ولم يبقي الله منهم احدا قال تعالى وثمود فما ابقى وشعيب رسول الله الى مدين اصحاب التطفيف بالكيل والميزان وهم اخوال بعض ابناء موسى عليه السلام وقد ذكر بعض المستشرقين عام 1500ونيف ميلادي ان في الجزيرة العرب خمسة الاف يهودي مختن.